الكاتب رشدى عومار يخوض تجربة الكتابة فى أدب الرعب “فى مذكرة الشيطان “
انتشر مؤخرا بالجزائر لون أدبى وهو كتابة روايات الرعب التى تعود لتسعينيات القرن الماضى وصدر أول كتاب لكاتب مصرى ، الموجة ركبها الكتاب الشباب ورف المكتبة الوطنية يحوى عناوين كثيرة من بينها مذكرة الشيطان للكاتب الشاب رشدى عومار ، كيف كانت تجربته فى الكتابة وماكان تجاوب القراء من جيله مع مجموعته القصصية التى هى محور الحوار الذى خص به ضيفنا يومية المسار العربى ، ندعوكم للتعرف على شخصية الكتاب الرئيسية وقراءة فقرة من الرواية وهل شعرتم بالرعب أم لا …
المسار العربى : بداية ، كيف برقت فكرة المجموعة القصصية مذكرة الشيطان لذهنكم وكيف تناولتم الفكرة لكتابتها فى نوع الرعب ؟
ومارأيكم فى ركوب الموجة من طرف الكتاب بالجزائر؟
الكاتب رشدى عومار: مذكرة الشيطان عنوان لمجموعة قصصية تندرج ضمن الأدب السوداوي أو بالأحرى أدب الرعب وجاءت الفكرة نتيجة لمطالعتي و بحثي في كتب علم النفس حتى وصلت إلى ضالتي ، كتبت وبلورت الأفكار، لاسيما أنه ثالث كتاب لي الذي غير من توجهي و ميولي في عالم الكتابة أما بالنسبة لتوافد بعض الشباب الجزائري على هذا النوع من الكتابة ، أنصحهم بالتريث لأن هذه الموجة كبيرة و ركابها قليلون جدا لأن أدب الرعب لا يقتصر على مجرد قصة خرافية مرعبة و إنما هو تأثير كلماتك على القراء ،ارد اهتمام القراء لهذا النوع لإحتوائه على قوة التأثير .. وأجد من خلال تجربتي الشخصية انه اتجاه سينفع الكتاب الذين لديهم قوة أسلوب و خيال واسع و يساعدهم على الإبحار في هذا العالم دون عوائق…
المسار العربى :يتطلب أدب الرعب أدوات كتابة خاصة كما يتطلب الموهبة التى بها يتمكن الشخص الكاتب من بث الخوف في قلوب القراء من خلال الكلمات.
إلى أى مدى نجح رشدى عومار فى مجموعته القصصية مذكرة الشيطان ؟
الكاتب رشدى عومار :مجموعتي القصصية وليدة من تجارب شخصية و من نوع خاص ،بمعني ابتعدت عن الأسلوب المبتذل حتى أخلق مجالا للحوار بين القارئ و الكتاب و بين القارئ فى حذ ذاته ، هذا ما جعل الكلمات أكثر عمقا و تأثيرا لمزج الخرافة بالواقع و بين الرعب النفسى و التساؤل الفلسفي نتج جو مزدحم من المشاعر..
وردتني آراء القراء من جهات الشعورو الإندفاع لخوض نفس التجارب التي مرت بها الشخصية داخل القصة، وأرى أنى نجحت ، بتواضع أقول أن لمستى خاصة بى و كذلك استحوذت على مخيلة المتلقي بإعطاء نظرة جديدة لكتابات الرعب التى تبث الخوف في النفس حتى تتبين مدى قوة القصص و المواضيع الموجودة في كتابى .
المسار العربى :تعتبر الكتابة فى مجال الرعب مهمة غير سهلة نظرا لتحول بعض النصوص إلى أفلام التى تعتمد على الخدع البصرية والمؤثرات الموسيقية لحبس النفس ولوحظ بعدها أن بعض الأفلام سجلت فشلا
مابال الرواية التى هى سطور وكلمات ؟
الكاتب رشدى عومار : كتابي يحوى من الفصول ثلاثة و كل فصل يحمل بين طياته عشرين قصة و كل قصة تتناول موضوعا معينا من قلب الواقع ولكن بنظرة تراجيدية و سوداوية تجعل القارىء يكتشف العديد من الحقائق المخفية و سيتمكن من كشف الحقائق بدء من نفسه وصولا إلى العالم المحيط به بغض النظر عن الجرأة التي اكتسبتها مجموعتى القصصية
المسار العربى :يقال أن الكتابات العالمية الغربية قد سجلت تفوقا على الكتابات العربية التى لا تزال تشق الطريق منها رواية الرعب البغدادية التى كانت بشقين الرعب والإرهاب وستتحول إلى فيلم سينمائى مؤخرا
هل تشرح لنا هذه النقطة تحديدا التى تتعلق بفارق التفوق؟
الكاتب رشدى عمار :صحيح، نرى أن هناك العديد من الروايات تحولت إلى افلام رعب و الحقيقة أن مجال السينما يختلف عن مجال الكتابة فنحن نرى اأن بعض أفلام الرعب قد لاقت نجاحا باهرا امثال سلسلة افلام الرعب saw و سلسلة The conjuring على غرار العديد من الافلام التي فشلت سواء كانت من ناحية المؤثرات السمعية البصرية و كذلك من ناحية المكياج السينمائي أو من ناحية ضعف القصة .
أما بالنسبة لقصص و روايات الرعب فإنها ترجع إلى الحبكة و كذلك مدى واقعية القصة و تأثيرها حتى و إن كانت من وحي الخيال، و من بين الروايات التي أعطت منحى جميل جدا أمثال رواية انتيخروتس للكاتب أحمد خالد مصطفى و أيضا المجموعة القصصية اكواريل للكاتب أحمد خالد توفيق فهي تمزج بين التشكيك و الرعب و ايضا اقتناء القاموس المرعب و هذا ما حاولت ادراجه في مجموعتي القصصية التي كانت تبث فوارق جمة بين الواقع المعاش و الخيال الذي يكون مقارب لأن يكون حقيقة فعندما تحدثت عن موضوع القتل فإني أدرجت الحالة النفسية و الصحية للقاتل و أعطيت كل منهما روحا ليستدل بها فقد مزجت بين(الخوف، الريبة، تأنيب الضمير ،روح الانتقام و إخفاء الضعف …..إلخ هذا ما يجعل من القصص مترابطة أكثر و لا انسى كذلك ان حبكة روايات او قصص الرعب اكثر صعوبة من الروايات الاخرى فهي تستدرج القارئ ثم تعطيه حلا مزيفا ليتفاجأ بعقد أخرى تزيد من حدة المشاهد و قوتها هنا نرى أن البناء النصي للقصة هو ما يجعلها ناجحة او فاشلة من ناحية التأثير
الكتابات العالمية الغربية متفوقة كثيرا من ناحية بناء القصص فمعظمها لديه موضوعات كثيرة للجدل و غير معروفة و أيضا تستدعي من العقل فهمها من زاوية أخرى
اما بالنسبة للكتابات العربية فإنها تقتصر على بعض الموضوعات و التقليديد او الخلط في الموضوعات الدينية لإعطاء صورة مختلفة لكتابات الرعب على إختلاف أنواعها، اما بالنسبة لرواية الرعب البغدادية فأنا أرى أنها اتخدت كقضية كانت ولا تزال ترهب العالم ككل ألا و هي الارهاب بحيث أن هذا الموضوع عالمي و أيضا أعطاها فرصة لتترشح و تكون عملا سينمائيا هذا ما يفتح المجال و الرؤى لكتابات الرعب في العالم العربي
، و أيضا نحن نعلم أن هذا المجال قلة هم من يتداولون موضوعاته و أفكاره و ينتجوا و يؤلفوا فيه. فهنا استناج بسيط أن قوة الموضوع و تأثيره و وكذلك مقدرة الكاتب و قوة أسلوبه تخول له دفع كتاباته إلى أبعد نقطة.
المسار العربى : الرسومات التى لازمت مذكرة الشيطان منها رأس التيس الخ
هل هى من ضمن أدوات الرعب ونرجو منك تقديم فقرة مرعبة من روايتك ؟
الكاتب رشدى عومار :الرسومات كانت من إبداع صديقي الرسام “رمضان مروان” الذي درس محتوى الرواية و ما تخللته من مواضيع وهذه الفكرة كانت من إلهامي و تجسدت فى كتب السحر أشكالا منها أقرب للمخطوطات الغريبة و لكل رمز شيفرة معينة و هي أيضا مساعدة من الناحية البصرية فى شد القارئ او ايضا تظفي جو امن الغرابة و الخوف
وتركت النهاية مفتوحة لتبعث على التساؤل و الحيرة عن ماذا سيحدث للشخصية القادمة ،فبعد سنوات من الكتابة و التمحيص و مناقشة أهل الإختصاص والنتيجة
العمل لاقت استحسان القراء و الطلب عليه متواصل و هذا مقطع منه (بعد أن صرت ممسوس من قبل هذا الشيطان الملعون إلى الأبد ، بت لا أرى سوى السواد و التعذيب و أسمع صراخ الأبرياء الذين كنت اشتهي تعذيبهم بكل الطرق من تمزيق للأعضاء وصولا إلى ان اطل لحومهم و شرب دمائهم سمفونية تهشيم رؤوسهم من أروع حفل موسيقى صاخبة إنه الجنون حينما يختلط مع ما يسمى الدوافع الشيطانية المحرمة..)
هذا المقتطف يجسد قوة الشعور لدى القاتل أثناء قيامه بجريمته و يبين مدى برود أعصابه و حقد الشخصية …
حاورته : تركية لوصيــــــف
موهبة شابه تستحق الدعم و التقديم .. اتمنى له الريادة في المكتبات العالميه مع مزيد من النجاحات ??