من حادثة المروحة الى حادثة الكف

لو أن هناك مسابقة تخص من هو أكثر شخص تلقى الصفعات في العالم لفاز بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و بفارق كبير عن رديفه، فقد أظهرت الكاميرات في أكثر من مناسبة الرئيس يتلقى صفعة او اثنتين من قبل مستقبليه الساخطين على سياسته، و مثل هذه الصفعات تدخل في (النورماليات) أي العادي،
فوجه الرئيس و تصرفاته تستقطب الكفوف آليا، إلا أن الصفعة الأخيرة التي تلقاها من زوجه (المتحول ) بيرجيت أثارت جدلا واسعا ليس في الأوساط الفرنسية فقط بل في العالم بأسره، و إذا كان الرئيس الفرنسي يتلقى كل هذا الكم من (الصفع) أمام عدسات الكاميرات و على الملأ فكيف هو حاله بعيدا عن الكاميرات و خلف الأبواب المغلقة، فما هو عدد (الصقلات) الذي أخذها في السر خاصة في بيته من قبل رفيقة دربه ؟
ايمانويل ماكرون و بطبيعة الحال كان له وجه صحيح (وجه كف) و أدلى بتصريح حول الحادثة، و أشار أن زوجه كانت تمازحه فقط، و إن كان هذا هو هزل السيدة الأولى مع زوجها فكيف هو جدها معه ؟
الأكيد أن الجد معها هو الضرب بالخرطوم على مؤخرة الرئيس كلما ارتكب ما يثير غضب بريجيت خاصة و أن الطفل الرئيس صار يثير المشاكل ليس في البيت فقط و لكن في البلاد و حول مناطق عدة في العالم التي انقلبت كلها على فرنسا، أي انها تعامله تماما كما كان تلميذا عندها في عهد ما، في المدرسة و هو الضرب على مؤخرته بالعصا أو خرطوم ماء الحديقة او شاحن الهاتف حتى يترك أثرا للتاريخ، و من المفارقات أن هذا الذي يأخذ الكف هدد يوما روسيا باستعمال السلاح النووي ضدها، و أن بلاده على استعداد لحماية اوروبا، و في هذا المقام ليس لنا سوى أن نقول له (حامي على وجهك).
و لعل أكبر من يتألم الآن، ليس الرئيس ماكرون فقد ألف الكف على الوجه، و ليس الشعب الفرنسي طبعا، و أنما الأشد حزنا على ما حدث، هم الجالية الفرنسية عندنا أم أذيال باريس و (كعايلها) الذين و يرون في من تلقى الكف سيدا إذا أمر أطاع و إذا طلبى وجب تلبية ما طلب، هؤلاء الذين يتأسفون على تدهور علاقات الجزائر مع باريس هم انفسهم من يتأسفون على ما حدث لسيدهم.
عموما الصقلة في فرنسا عبارة عن تاريخ حافل بالكف و عادات و تقاليد قديمة، من كف الداي حسين للسفير دوفال بالمروحة الى كف بيرجيت على وجه ماكرون على باب الطائرة، و حقا أنها أكبر جمهورية للصقلة.