الكاتب الكلب

يولد الانسان على فطرته سويا في أحضان أسرة سليمة و في وطن يكبر فيه و يدرس و يعالج فيه مجانا، لكنه في منعرجات الحياة يمكن أن يحول نفسه الى مجرد كلب، و أكثر البشر الذين تحولوا الى كلاب هم أولئك الذين يحملون اقلاما و يدعون بالنخبة، تماما كما هو الحال مع المسمى كمال داود الذي عجز أن يشتهر في بلاده كإنسان سوي لمحدودية المستوى و ضعف الطرح الفكري، فنجح في الشهرة ككلب عند الفرنسيس،
هذا الدعي الذي فضحته شفيقته في حوار متلفز لها، يحذر أسياده الفرنسيين من الدولة الجزائرية التي تسعى حسبه لإلغاء تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية و استبدالها باللغة الإنجليزية، الكثير من الفرنسيس من الطبقة المثقفة لم يهتموا لما تفعله السلطات الجزائرية بلغتهم في الجزائر لعلمهم أن فرنسا لديها كلاب يمكن أن تدافع عن اسيادها أكثر من الأسياد أنفسهم،
لا أدري كيف يمكن لانسان سوي مهما كانت مغريات الحياة و مهما كان خلافه مع نظام بلده أن يتحول إلى مجرد كلب يهاجم بشراسة كل من يقترب من سيده بينما السيد يضع ساق على ساق مطمئن البال يتفرج على نباح كلبه في فناء منزله، بينما كلبه في الخارج ينبح على المارة،
و المارة غير مبالين به لعلمهم أن الكلاب تنبح أمام سيدها و ترخي الذيل بين الساقين عندما يحين جد الجد، و ترخي الاذنين و تصبح عيونها كسيرة حين يتخلى سيدها عنها، لهذا يا كمال يا داود، لا تعتقدن انك صاحب شأن في باريس و لو كتبت في كبير جرائدها و تبعت ماكرون ككلب وفي في زيارته للبلدان، فستظل كلبا و ليتك من نوع كانيش بل مجرد كلب باطار،
و ليتك أيضا اخذت العبرة من كلاب سبقتك حين نبحوا للسيد الفرنسي خلال الثورة و فروا معه بعد الاستقلال، ليجدوا انفسهم في محتشدات ملمومين ككلاب الشوارع الضالة التي لا نفع يرجى منها، و ما زالوا كذلك الى اليوم، و ما ابخس أن يُخلق المرء سويا فيتحول بإرادته الى مجرد كلب شارد.