محطة تاريخية مضى عليها 88 سنة.. تأسيس حزب الشعب الجزائري

لا شك أن القناعة هي التي تحدد طبيعة الكتابة التي تكون لها دورا مهما في صياغة قضايا تاريخية بكل أبعادها الأكاديمية التي تعلو على التوجهات السياسية و الأيديولوجية التي تنهي مرحلة النسيان لنصل في النهاية إلى مصالحة مع التاريخ ، التاريخ الذي يعتبر أداة تواصل بين الأجيال لنتمكن من معاينة مختلف المحطات التاريخية بشقه القديم و المعاصر كما هو الحال مع بعض القضايا التاريخية لنتمكن من الخوض في رصيد كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الجزائري ، كان مسارا حافلا بالتضحيات لا يمكن وصفه ، رجالا ونساء انتفضوا في وجه الاستعمار الفرنسي لانتزاع الحرية و الاستقلال .
ـ بقي التاريخ شاهدا على محطة هامة من تاريخ الجزائر المعاصر يوم تأسيس حزب الشعب الجزائري الذي كان بتاريخ 11 مارس 1937 بنانتير بضواحي باريس بفرنسا على يد مصالي الحاج وكوكبة من أبناء الجزائر أمثال عبد الله فيلالي ومحمد السعيد سي جيلاني و ايت منقلات ويحياوي وكحال رزقي واعمر خيضر، رجال جمعهم العهد لتحرير الجزائر المرتبطة بالواقع التاريخي و الثقافي و الحضاري للأمة الجزائرية، حزب الشعب الجزائري خرج من رحم حزب نجم شمال افريقيا الذي منعه الاستعمار الفرنسي من مواصلة نشاطه السياسي وذلك بتاريخ 26 جانفي 1937 ، رجال لم يعرفوا المستحيل من خلال المواقف التي تبين صلابة المناضلين الوطنيين في مواصلة النضال رغم كل أساليب القمع التي استعملها الاستعمار الفرنسي لإسكات صوت الوطنيين الذين كانوا يطالبون بالاستقلال و القطيعة مع النظام الكولونيالي.
ـ حزب الشعب الذي كانت له روابط عميقة بمعركة التحرير، كان وراء إعادة روح المقاومة في نفوس الشعب الجزائري حينما وضع أركان مدرسة النضال الوطني الثوري الاستقلالي، هو الذي صنع القطب الوطني التحرري وكان حاملا معه آليات التنظيم والتنفيذ.
ـ بعدما عاد مصالي الحاج إلى الجزائر في 20 جوان 1937 بدأ التاريخ يؤرخ لعهد جديد لم تعرفه الجزائر المحتلة من قبل، هذا بعدما اكتمل مصالي الحاج الجولة التي قام بها بفرنسا وبلجيكا وسويسرا للتعريف بحزب الشعب الجزائري.
ـ نظم حزب الشعب الجزائري في 01 أوت 1937 بمدينة وهران تجمعا كبيرا حضره جمهور غفير للاستماع إلى مصالي الحاج الذي كان برفقة محمد مستول ، مفدي زكرياء ولحول حسين وبلمين ، مصالي الحاج الذي خطب الجماهير بصوت فصيح البلاغة قائلا ” إن الأمة الجزائرية لم تمت ، لاتزال تنبض بالحياة ، جئنا لننزل راية الاستعمار ونرفع راية الاستقلال ” .
ـ من واقع التاريخ يتساءل الفاعلين في مجال التاريخ الذين يبحثون عن الجواب في الوقت الذي يحتفل بمجموعة من الأحداث التاريخية ـ تمر ذكرى تأسيس حزب الشعب الجزائري في صمت.
بقلم:ياسين بن جيلالي