قلم المسار

حين ينقلب منطق المخزن على المخزن

يزعم نظام المخزن أن الصحراء الغربية أرض مغربية و دون الخوض في الأدلة التي تهد كل هذه المزاعم بداية من رفض الملك الحسن الثاني مساعدة الصحراويين في كفاهحم ضد المستعمر الاسباني حفاظا على العلاقات الطيبة مع المحتل، و انتهاء بتهنئته للصحراويين على استقلالهم و _مقال التهنئة موجود في أرشيف المملكة في جريدة العلم المغربية_

و دون الخوض أيضا في الأدلة التاريخية التي اثبتتها محكمة العدل الدولية في لاهاي بعد ان لجأ الملك الى الأمم المتحدة من اجل طلب من المحكمة النظر في الأدلة التي قدمها المغرب و كان ذلك سنة في 23 سبتمبر 1974، و لم تجد المحكمة التي لجأ اليها الملك بعد بحث طويل تفرغ له خبراءها من اهل القانون و التاريخ و علم الاجتماع أي صلة اجتماعية او تاريخية او سياسية للصحراء الغربية بمملكة سلاطين المغرب، مؤكدة في تقرير بالأدلة من ستين صفحة أن الصحراء كانت مستقلة بذاتها رغم الحكم العشائري فيها الذي كان بعيد كل البعد عن المملكة و بالتالي لا يوجد حسب المحكمة اي روابط قانونية و تاريخية او اجتماعية او جغرافية تثبت ادعاءات الحسن الثاني.

المثير في العقلية المغربية و حتى في نخبها بسبب ما زرعه نظامها مع الأسف في عقولهم عبر المناهج التربوية و تزييف التاريخ يرون أنه حتى موريتانيا و السنغال اراضي مغربية، رغم ان التاريخ يثبت أن المغرب كانت ارض موريتانية، و إذا طبقنا منطق المخزن التاريخي فإنه يحق لموريتانيا المطالبة بالمغرب كله كجزء لا يتجزأ من موريتانيا التاريخية، و حتى نزيد للمغرب من الاراضي شبرا و ليس من البيت شعرا كما يقال، فإن بيعة المغاربة كانت للملك احمد الهيبة ماء العينين و هو من موريتانيا الذي قاد ثورة على فرنسا في 1912، الذي يخضع للمستعمر رغم الاغراءات، و لو خضع لكانت سلالته اليوم هي من تحكم المغرب و لكانت اليوم المغرب جزء من موريتانيا، و البيعة تمت في 1912 و ليس في القرون الوسطى، و السؤال الذي يطرحه كل صاحب عقل أين كانت مملكة سيدهم الملك ميم السادس في هذه الفترة ؟

ما يحدث في قضية الصحراء أن الأمر يتعلق بنظام حكم مريض توارث المرض ملكا عند ملك، و علينا أن نتنفس الصعداء أن الأنظمة في المنطقة ليست مصابة بهذا المرض و الا كانت الجزائر طالبت بمدينة وجدة التي احتلها السلطان المغربي سنة 1813، مستغلا الفوضى التي حدثت داخل الجزائر بحكم الاقتتال على السلطة و لم تستطع الجزائر استرجاعها خاصة بعد دخول الاحتلال الفرنسي و صارت بحكم الأمر الواقع الذي فرضه المستعمر ارض مغربية،

و لو كان رجال المنطقة المغاربية مرضى بمرض المخزن، لطالبت موريتانيا بالمغرب كله ليس بحكم بيعة 2012، فقط بل بحكم ان مملكة مولاهم كانت جزء من ارض شنقيط، و دعونا نترك كل هذا وراء ظهورنا و نسأل سؤالا بريئا، كم من شهيد مغربي سقط في ميدان الشرف دفاعا على الصحراء الغربية الذي يقولون أنها مغربية ضد الاستعمار الاسباني الذي استمر من 1884 الى 1975 ؟

لأنه من غير المعقول أن تكون لك ارض محتلة و تطالب العالم كله باثبات ملكيتك لها و أنت لم تبذل فيها و لها قطرة دم واحدة و لم يسقط لك فيها فارس و لا عسكري و لا غفير، و على رأي الرئيس الراحل احمد بن بلة، تنتهي الحدود الجزائرية عند آخر ذرة تراب سالت فيها دم شهيد، و آخر ذرة تراب في الصحراء الغربية سالت فيها دماء الصحراويين وحدهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى