الركن الاول من الوطنية

المؤرخ الفرنسي بن جامين ستورا المعروف اطلاعه على أكثر الملفات دقة التي تخص الجزائر و فرنسا سواء كانت منها السياسية او التاريخية، يحذر بأن الأزمة بين بلاده و الجزائر هي الأخطر منذ 1962، عموما الخطورة هنا على فرنسا و ليست على الجزائر،
و انطلاقا من هذه النقطة فإن من يصنف نفسه في خانة المعارضة و يشكك في قرارات الدولة الجزائرية المتعلقة بفرنسا، إما عميل بوثائق فرنسية (اقامة و جنسية)، إما عميل بوثائق جزائرية ورث العمالة عن جده و أبيه، و إما حمار لا يملك ادنى معلومة و لكنه يتبع و لا يقول حتى بع بل ينهق، إذا المسألة صارت محسومة و لم يعد فيها خيارات،
فالوقوف مع أي قرار إيجابي تتخذه السلطات اتجاه فرنسا صار واجب وطني، فلم يعد ثمة منطقة وسطى يمكن الوقوف عندها و انتظار النتائج أو اختيار الحياد كأن الأمر لا يعني عمار و لا الوناس، فاحتلافك مع النظام لا يبرر معارضة قراراته المتعلقة بفرنسا،
و اختلافك مع النظام لا يبرر لك بيع ذمتك كما يفعل جماعة شوقي بلا شكارة، و على أي جزائري أن يقيس طريق بلاده الصحيح بموقف فرنسا منا، فإن كانت راضية عنا فهذا يعني أننا نغرق في الوحل، و إن كانت ساخطة و تتوعد و تندب و تشجب و ترعد و تزبد،
فهذا يعني أنها تتخبط في القذارة و تغرق فيها حد الاذنين و نحن في الطريق الصحيح، لذا الواجب على كل حر مسؤولا كان أو مواطن أن يعيش بكره فرنسا، لأن كره بلاد الجن و الكلاب هو الركن الأول من الوطنية، و لا يلتقي حب الجزائر و أرض بلاد ديغول في قلب جزائري حر.