قلم المسار

شوقي بلا شكارة

خلال الثورة التحريرية المباركة كان العملاء و الخونة لا يظهرون وجوههم، بل كانوا يغطون رؤوسهم و وجوههم بشكارة، لهذا كان يطلق عليهم الشعب (بوشكارة) و فرنسا اللعينة استخسرت فيهم حتى قناع يحفظ لهم بعض من ماء الوجه وفضلت ان تستر وجوههم بشكارة امعان في اذلالهم،

و هؤلاء البياعة كانوا يضعون شكارة ليس خوفا من انتقام المجاهدين و افراد الشعب فقط، بل كانوا يفعلون ذلك لأنهم كانوا يعلمون أنهم يرتكبون كبيرة من الكبائر، و كان من الصعب عليهم أن يكشفوا عن وجوههم امام عائلاتهم و الناس حتى لا يصبحوا عارا عائليا و على عروشهم يطاردهم الى الأبد اي بقي فيهم بعض من الحياء و بعض من وخز الضمير، اليوم تغير حال بوشكارة، فعملاء فرنسا يظهرون بوجههم عيني عينك،

بل و ينزلون ضيوفا على القنوات الفرنسية دون شكارة، كما هو الامر بالنسبة للعميل المدعو شوقي بن زهرة، الذي دل الأمن الفرنسي و راسل وزارة داخلية بلاد الجن و الكلاب و وشى بجزائريين مقيمين في فرنسا، و قال أنه فعل ذلك لأن هؤلاء يهددون استقرار الوضع في فرنسا و أن عملهم حسبه منسق،

أي يريد أن يقول أن الجزائر هي من تدعمهم حتى يهددون استقرار الوضع في فرنسا، عموما شوقي بلا شكارة ليس وحده من يظهر بوجهه و هو يقوم بما تقوم به المومسات كبيرات السن اللائي بعد تقاعدهن من بيع الجسد يصبحن وسطاء بين الزبون و البائعة، و امثال شوقي بوشكارة كثير، فهناك هشام عبود بلا شكارة و انور مالك بلا شكارة و مراد طهاري بلا شكارة و زيطوط بلا شكارة و أمير بلا شكارة و القائمة معروفة للشعب،

و نحن لا نقول لهذا او ذاك لا تعارض النظام، يمكن لأي كان أن يعارض النظام لكن من العار ان تصبح عميلا بلا شكارة و تدعي انك تعارض النظام، و على ذكر معارضة النظام، دعونا نذكر هنا كيف يعارض الرجال الرجال، فبعد انقلاب العقيد الراحل هواري بومدين على الرئيس الراحل احمد بن بلة، عارض المناضل الشهيد محمد بوديا الانقلاب، و فضل المنفى و التحق بالثورة الفلسطينية في اوروبا وصار قائد عملياتها الفدائية،

و في خضم عمله النضالي تقدم منه احد الشخصيات الجزائرية المعارضة للنظام و طلب منه توفير أسلحة له من اجل القيام بعمل مسلح داخل الجزائر، فكان رد الشهيد قمة في الوطنية، حيث قال له: اذا كنتم في حاجة إلى إيواء اويتكم، و إذا كنتم في حاجة إلى طعام أطعمتكم،

و إذا كنتم في حاجة إلى وثائق مزورة للانتقال بين بلدان أوروبا وفرتها لكم، لكن لن أسمح أبدا بأن تقوموا بعمل مسلح يسيء إلى بلدي، و في مقابل ذلك لما وصلت اخبار للرئيس الراحل هواري بومدين بأن أجهزة غربية تطلب رأس بودية،

اتصل الرئيس من فوره ببشير بومعزة الذي كان صديق بودية يحذرهم من عمليات اغتيال قد يتعرضون لها، و طلب منهم العودة فورا إلى الجزائر مع قطع وعد بتوفير الحماية لهم داخل البلاد و العفو عنهم و توفير منازل لعائلاتهم مع رواتب محترمة، هكذا كان الرجال يعارضون الرجال. بلا شكارة و بلا وشاية، يختلفون حد الاقتتال بينهم، لكن كان الوطن فوق كل خلافتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى