لافتات ترحيبية باللغة العربية في موسكو.. بماذا علّق إعلاميون جزائريون؟
أطلقت “مواصلات موسكو” بالتعاون مع قناة “RT Arabic” مشروعا إرشاديا للسياح العرب الذين يقصدون العاصمة الروسية، عبر تثبيت لافتات تحمل عبارات ترحيبية باللغتين الروسية والعربية عند محطات النقل في قلب العاصمة، إضافة إلى رابط يوجه الزوار إلى قسم إرشادي خاص في موقع RT Arabic يتضمن أخبار النقل في موسكو.
عن هذا المشروع الذي خلّف تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الإعلام العربي والجزائري، يتحدث إعلاميون جزائريون عن هذه الإجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات الروسية انطلاقا من كون موسكو وبشكل عام روسيا وجهة من الوجهات المفضلة للجزائريين سواء من أجل مواصلة الدراسة أو بغرض السياحة في ظلّ الإجراءات السلسلة التي تسهّل الحصول على تأشيرة هذا البلد.
ويقول الصحفي الجزائري أمين لونيسي معلّقا على هذا المشروع الجديد إن “اللغة لم تكن يوما عائقا أمام المتطلعين لزيارة روسيا ومعالمها للسياحة والتجارة وطلب العلم نظرا لحالة الانفتاح بين الضفتين منذ عقود والإقبال خلال السنوات الأخيرة في الدول العربية على تعلّم اللغة الروسية ومنها الجزائريين الذين أخذوا مسافة عن اللغة الفرنسية وباتوا يبحثون عمّا يشبع شغفهم من التعرّف على أدب وعلوم خطها روسيون بلغتهم ولم تترجم.”
ويضيف لونيسي: “وهم تاريخيا (الروس) أوّل من كان بجانب اليوغسلافيين بعد استقلال الجزائر يتوزعون على مستشفيات البلاد لتقديم العلاج المرضى.”
ويوضح في السياق أنّ “مثل هذه المبادرات في محطات الميترو والمراكز الحيوية في موسكو ستؤثر إيجابا لا محالة في شعور الزوار العرب بنوع من الارتياح بمدى الترحيب وسهولة التواصل مع البلد المضيف الذي تحتل لغته المرتبة الـ7 عالميا من حيث الأكثر انتشارا.”
من جهته، الإعلامي الجزائري صالح عزوز يرى أنّ “هذه الخدمة الجديدة تستحق التثمين، وإقدام روسيا على هذا الإجراء، يأتي نتيجة لخلفيات عديدة ومعطيات جديدة في العلاقات الدولية وخاصة العلاقات الروسية-العربية سواء سياسية أو اقتصادية أو ثقافية..إلخ.”
ويؤكد عزوز أنّه “انطلاقا من الحضور العربي المميز في روسيا، الأخيرة اعتمدت مشروعها الجديد ترحيبا بالسياح العرب وإرشادا لهم.”
ووفقه “بدل اعتماد الترجمة في البحث عن مكان معين أو وجهة ما، وضعت إشارات ولافتات باللغة العربية تسهيلا لتنقل الزوار العرب داخل أراضيها خاصة في ظل استقبالها لأعداد كبيرة من السياح والطلبة العرب.”
ويؤكد في معرض حديثه أنّ “روسيا أصبحت منفتحة على العالم في شتّى المجالات وبالتالي تستثمر في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية بما فيها الجزائر، وإطلاقها مشروعا إرشاديا باللغة العربية يعكس ذلك.”
وفي الصدد الصحفي الجزائري بقناة “الجزائر الدولية24” رضا بوعيشات يقول إن “موسكو اختارت كلمة “بريفيت” وتعني مرحبا بالعربي لتكتبها على واجهة اللوحات الإشهارية لتخص بها زوّار المدينة سياحًا كانوا أو طلابًا أو حتى موظفين”.
ويشير إلى أن “روسيا تعتبر وجهة سياحية بامتياز، تتوفر فيها كل المقومات من أمن والوافد إلى هذه البلاد يجد كل الترحاب من طرف المواطنين الروس، كما تتميز بتنوع الأماكن السياحية، فضلا عن توفر المواصلات أهم عصب قد يساعد في جذب السياح.”
وبحسب المتحدث “فكرة تعريب اللوحات الاشهارية الخاصة بالمواصلات سيسهّل التعامل للسائح الذي قد يجد صعوبة في التواصل باللغة الأجنبية، لأن الروس متشبثون بلغتهم الأم.
ويؤكد بوعيشات الذي سبق له زيارة موسكو في إطار دورة تدريبية أجراها بقناة “آرتي العربية” أنّ موسكو ليست مقصدًا سياحيا فقط، بل وجهة لطلب العلم أيضا، إذ تستقطب جامعاتها عددًا هاما من الطلبة”، وبالتالي -وفقه- مثل هذه الخدمات تساعدهم في سرعة الاندماج بموسكو.”
وفي العام الماضي أطلقت روسيا الفيزا الإلكترونية لمواطني 55 دولة بينها دول عربية في خطوة تهدف لجذب المزيد من السياح الأجانب.