يا حسراه على أيام قهاويكم خالصين
قبل سنوات قليلة كان الناس لا يدخلون مقهى إلا في شلة من الأصدقاء، و عند الدفع كل يقسم بأنه هو من يدفع الحساب للحد الذي يكثر الجدال و تشنج الأعصاب بين المجموعة لأن كل واحد من الشلة يريد أن يكون له شرف دفع حساب احبابه كلهم، كان ذلك زمن و قد مضى الى حال سبيله،
اليوم صار المرء يدخل الى المقهى و هو يتوارى عن أنظار الأصدقاء و الأحبة و الجيران، و يكاد يدخلها على أطراف اصابعه حتى لا يسمع أحد خطواته، و ما إن يدخل و يطلب قهوته يتسلمها و يغادر بعيدا قبل أن يلحظ وجوده جار أو قريب أو صديق فيضطر لدفع حساب المشاريب و هو غير قادر على تحمل هذه المسؤولية.
يحدث كل هذا بعدما عبث مافيا استيراد البن و القهوة بالأسعار و كسروا قداسة الصداقة بعدما كانت المقاهي تجمع الاصحاب الذين يتنافسون بينهم من اجل من يدفع حساب المشاريب عند قهوة عمي موح اشرب وروح، اليوم و بسبب المضاربين و المتلاعبين بأسعار القهوة لم تعد قهوة عمي موح هي نفسها،
فالكل اليوم مضطر للجلوس وحيدا يرتشف قهوته على عجل بسبب ارتفاع أسعار القهوة بفعل أصحاب الجشع و الطمع من مستوردي القهوة الذين افسدوا حتى العلاقات بين الأصدقاء، و يبدو أنه حان الوقت اليوم لتدخل الساطات و اعادة الامور الى نصابها وقطع دابر اصحاب النفوس المريضة و الخبيثة من العابثين بأسعار القهوة، حتى تعود نغمة (قهاويكم خالصين عليا) التي قضى عليها اصحاب النفوس الشريرة.